Wednesday, December 7, 2016

في حديث الأكاديميين ... الأعتذار شجاعة لا ضعف

في حديث الأكاديميين ... الأعتذار شجاعة لا ضعف

د. عمار سليم الخوالده

Ammar Alkhawaldeh

كنت قد تجنبت الخوض في موضوع الدكتور عبد الرزاق بني هاني ولم ارد التعليق عليه لان لدينا فائضا من "الهموم العامة" كأمة وكشعب ... ولكن بعد أن رأيت فيديو التقائه ببعض الطلاب اليوم في الجامعه واصراره على أنه لم يخطأ بل أن هنالك من أساء فهمه وهو يعتذر لمن أساء فهمه فقط ... أود أن أقول:

أولا من المحزن جدا أن ينقلب هذا الموضوع إلى اصطفاف عشائري أو "مناطقي" بدل أن يكون "محاكمة" أو تقييم لشخصية أردنية عامة نطقت بما يسيء ... ما أزعجني في الأمر هو اصطفاف أكاديمييين محترمين على شقي الشرخ المصطنع وان كانوا غلفوا مواقفهم بتركيبات لغوية جميلة وهادئة تخفي وراءها ما "يضمره الشاعر"

ثانيا: مؤسف أن نجعل من أساءة الدكتور للاردنيين مبررا لشيطنته ونسيان اية مواقف مشرفة له في الماضي .. أرى أن نأخذ الأحداث في سياقها فاساءته تلك لا تمحو ارثه في مكافحة الفساد وغيرها فالموضوعية تقتضي أن نحاكم ماقال دون أن ننقصه حقه بل ينبغي الأشارة إلى مواقفه الأخرى الأيجابية "ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا"

ثالثا: من أكثر الأشياء إثارة للتقزز هو خروج من صوتوا لعدم الاتهام في قضايا فساد كبرى كالفوسفات والكازينو وغيرها من "جحورهم السياسية" "ليصلبوا" بني هاني على مذبح الدفاع عن العشيرة

رابعا: قمت بمشاهدة اللقاء كاملا مرتين وخرجت بانطباع لا لبس في أن كلام الدكتور بني هاني مسيء للناس عامة وليس لمنطقة جغرافية أو عشائرية محددة كما ساوضح لاحقا

خامسا: يبدو أن "ثقافة" الأعتذار لم تتجذر بعد حتى في أوساط "المثقفين" ... كل ما كان على الدكتور بني هاني فعله هو التحلي بالشجاعة والاعتراف الصريح بخطأ ما قال والاعتذار بوضوح وسينتهي الموضوع لساعته فنحن شعب متسامح في النهاية وفناجين القهوة المصحوبة بمنشور إعلامي يتحدث أولا عن "رأس الجاهة" التي نراها بشكل يكاد يكون يوميا خير دليل على ذلك

سادسا: المتمعن بما قيل في اللقاء ييلاحظ ما ايلي

(ا) أساء مقدم اللقاء الأستاذ عمر كلاب عندما قال في الدقيقة 13:06 "في عندنا 240000 طالب آخر ثلاث سنوات رسبوا كان ممكن يروحوا للمخدرات ولداعش ..." ... إفتراض الأستاذ كلاب أن من يرسب بالتوجيهي هو مادة خصبة للمخدرات وداعش مسيء جدا فالغالبية من الطلاب الراسبين شباب خلوق و "أولاد ناس" والحديث عنهم بهذا الأسلوب غير مقبول

(ب) في الدقيقة 32:55 من الفيديو المنشور أقر الدكتور بني هاني أن الجامعات الخاصة "بسووا في المتوسط خمسة الى عشرة في المية .. أرباح" ولكن في الدقيقة 42:34 من الفيديو قال الدكتور عبدالله الزعبي "حتى الجامعات الخاصة ليست ربحية" واقره الدكتور بني هاني بالسكوت ... لست متخصصا في الاقتصاد لذا فإن سؤالي هنا إستفساري لا إستنكاري: كيف تحقق الجامعة الخاصة عشرة في المئة أرباح إذا كانت غير ربحية؟ هل يعني ذلك أن العشرة في المئة تنفق مثلا على مشاريع تفيد المجتمع أم انها تذهب إلى جيوب المستثمرين .. ليس هنالك ما يعيب في الاستثمار الربحي في التعليم لكن "فهمونا" لماذا تقولون أنها ليست ربحية

(ج) في الدقيقة 33:26 قال الدكتور بني هاني "اللي يفرق بين نوعية التعليم بالجامعات الخاصة والعامة بكون مغفل وغبي" .. طبعا واضح جدا أن اسيخدام الدكتور بني هاني لالفاظ مثل مغفل وغبي لوصف مخالفيه في الرأي في قضية كهذه هو استخدام غير لائق ولكن بعيدا عن ذلك ... هل فعلا نوعية التعليم متساوية في الجامعات الحكومية والخاصة؟ لا أعرف الأجابة شخصيا ولكني أتساءل ...

(د) في الدقيقة 26:07 قال الدكتور بني هاني وفي معرض تبريره لعبارة أخرى مسيئة نطق بها "إذا النظام التعليمي العام أو الخاص أنتج مجرما واحدا فقد فشل" ... واضح جدا حجم المبالغة في هذه العبارة ولا أظنها تصلح أن تصدر عن أكاديمي متمرس

(ه) في الدقيقة 30:41 قال الدكتور بني هاني في إطار اعتراضه على تخفيض عدد الناجحين في التوجيهي واستيعاب من معدلهم أكثر من 65% في الجامعات الحكومية "مع الاسف الشديد بدي استخدم هالمصطلح .. تجي إنته توديلي زبالة الطلبة" ... وصف الطلبة ذوي المعدلات المنخفضة بانهم "زبالة الطلبة" هو الاهانة بعينها للناس كافة وليس لمنطقة جغرافية محددة وانا "مبهور" من بعض المتعلمين الذين قالوا أنه ليس في كلام الدكتور بني هاني ما يسيء

(و) في الدقيقة 12:19 قال الدكتور بني هاني " فعلا أنا قبل ثلاثين سنة خرجت طلاب ألان وزرا أما مع الأسف الشديد أنا بخرج ألان جماعة الشفرات والسكاكين" ... يخطأ بنظري الدكتور بني هاني عندما يجعل من الوصول إلى الوزارة معياره الأمثل للنجاح وهو يعلم كيف يتم إختيار الوزراء في بلدنا الحبيب .. فالكفاءة ليست هي المعيار ... ويخطئ مرة أخرى عندما يصف من يخرجهم ب "جماعة الشفرات والسكاكين" ... ابناؤنا يستحقون بعض الاحترام وعبارات كهذه ليست لائقة أبدا

(ز) الدقيقة 31:43 "يجيني طالب من المفرق طالع من مغارة أهلته بعد أربع سنوات ألان يصير طالب يتحدث بلغة حضارية" ... لن أعلق على هذه العبارة لان فيها من النرجسية ما يجعلني أشفق على صاحبها وادعو له

(ح) في الدقيقة 40:18 أشار الدكتور عبد الله الزعبي في إطار حديثه عن ظاهرة العنف في الجامعات أنه "حتى في الولايات المتحدة الأمريكية نجد أن ظاهرة العنف موجودة" ... طبعا هذا خلط للاوراق من وجهة نظري لان العنف الموجود في المجتمع الأمريكي هو عنف جرمي مجتمعي وليس جامعيا وليس عنفا مرتبطا ب "شرف القبيلة" كما نرى في جامعاتنا الغراء ...

أشعر بالاسف لاضطراري للخوض في هذا الموضوع فأنا أقدر للدكتور بني هاني مواقفه المشرفة السابقة وكنت أظنه يتحلى بالشجاعة فيعترف بخطأه ويعتذر إعتذارا صريحا لا مشروطا, حتى لا يشغلنا الفاسدون الحقيقيون بموضوعه هذا عن جرائمهم بحق الوطن ... لكنه لم يفعل
شاهد المزيد
التعليقات

No comments :

Post a Comment

Note: Only a member of this blog may post a comment.

Ammar Alkhawaldeh