Saturday, September 9, 2017

جنا ... محاولة لتقييم الأداء د. عمار سليم الخوالده

.جنا ... محاولة لتقييم الأداء

د. عمار سليم الخوالده
Ammar Alkhawaldeh

ملاحظة 1: جنا هي منظمة الأردنيين خريجي أمريكا الشمالية
(Jordanian Alumni of North America - JANA)

ملاحظة 2: رغم أني عضو مؤسس في الهيئة الادارية لجنا إلا أن هذا المقال يعبر عن رأيي الشخصي كعضو في الهيئة العامة وليس كعضو مؤسس في الهيئة الادارية

بادئ ذي بدء فاني أكن عظيم الاحترام و التقدير لكل الزملاء والزميلات في الهيئة الادارية والهيئة العامة على حد سواء واي رأي مخالف أورده في هذه العجالة لا ينتقص بأي شكل من الأشكال من جهود الزملاء والزميلات جميعا فلقد تفانوا في خدمة تطوعية أخذت وتأخذ من وقتهم وجهدهم ولقد أنفقوا من جيوبهم لاجل انجاح رسالة هذه الهيئة التطوعية وهم جماعة وافرادا خير مني و أكبر فضلا.

العمل العام بما فيه التطوعي له ضريبته إذ في اللحظة التي تقبل بها أن "تخدم" في موقع عام فليس لك أن تدعي حصانة من النقد ... وان كان قاسيا بل ينبغي أن يكون "جلدك سميكا" كما يقولون في بعض بلاد الغرب ... واي نقد أوجهه إلى أداء الهيئة الادارية هو موجه لي أولا كعضو فيها قبل أن يكون موجها إلى أي من أعضائها الكرام فالنقد موجه للاداء الجمعي والشخصية الاعتبارية للهيئة لا للاشخاص أنفسهم ... وارجو أن نتذكر ذلك جيدا

مضى قرابة العامين على تأسيس جنا قدمت خلالها خدمات جليلة لكثير من أبناء الأردن الكرام وسعت بكل ما أوتيت من عزم أن تكون معول بناء في مسيرة وطننا الجميل ... ولقد غدت منصة يتبادل من خلالها أبناء هذا الوطن خبراتهم في مجالات شتى كالقبول في الجامعات الأمريكية والكندية، و مؤتمرات الصيف التي انعقدت في الجامعات الاردنية المختلفة كالاردنية والعلوم والتكنولوجيا والهاشمية وتناولت جوانب مهمة تتعلق بالتعليم العالي وقضاياه المختلفة إضافة إلى المساهمة في الجهد التوعوي والتدريبي فيما يتعلق بالتعليم الالكتروني

ولان "النقص قد استولى على جملة البشر" كما يقولون فان العمل العام والقائمين عليه ليسوا محصنين من الوقوع في الخطأ وهو في أحايين كثيرة غير مقصود لذا فان المؤسسات تخضع لضوابط رقابية ذاتية وخارجية تعيد التوازن إليها كلما زلت قدم بالقائمين عليها أو سها منهم ساه ... ويشكل "الرأي العام" في العادة أحد أهم هذه الضوابط فعالية إن توفرت البيئة الحاضنة لموضوعية الطرح وشفافيته

وبما أن جنا مؤسسة "عامة" فان أفضل ما يمكن اسداؤه إليها من وجهة نظري هو النقد الذاتي وان كان فيه قسوة ... فللنجاح معايير وينبغي أن نسأل أنفسنا بين الفينة والاخرى عن النجاحات التي تحققت وما الذي قاد إليها وكيف لنا أن نفعل أدوات النجاح تلك لانجاز المزيد ... على أن السؤال عن الأخفاقات ومواطن القصور لا يقل أهمية ... فبتشخيصها واسبابها نضع الخطط لتفادي مثيلاتها أو التقليل من آثارها المستقبلية.
إلا أنا في العالم العربي عامة لا نحسن تقبل النقد المتعلق بالاداء ونخلط بينه وبين الاساءة الشخصية ... وهذا أمر ينبغي علينا أن نسعى لتغييره إذ أن إنتقاد الأداء الاداري والاشارة إلى مواطن الخلل فيه هو عامل قوة وتعزيز وتحفيز للقائمين على العمل العام أن يبذلوا قصارى جهدهم لتجنب الوقوع في الزلل والتنافس في تجويد الخدمة والاداء ... ومن الأمور التي نقع فيها عن حسن نية أحيانا هو الخلط بين مكانة الأشخاص العلمية والتي قد تكون مرموقة ومميزة وبين قدراتهم الادارية، إذ لا تلازم بالضرورة بين أن يكون المرء عالما ناجحا وان يكون إداريا فاعلا ... والنماذج كثيرة.

وعليه فاني و إيمانا مني بضرورة تفعيل ثقافة النقد الذاتي والسعي إلى زيادة تقبلها والعمل على تحفيز تصحيح المسار فيما لم نوفق به سألج "المحظور" واخاطر بتعريض نفسي للنقد لتجرؤي على الاشارة إلى ما أراه مواطن ضعف في مسيرتنا الادارية في جنا فان وفقت "فمن الله" وان زللت فمن "الشيطان" ومني ... على أني اعول على سعة صدر زملائي في الهيئة الادارية التأسيسية وامتحن صبرهم وموضوعيتهم في النظر فيما سأورده نقدا لادائنا الجمعي لا لاشخاصنا وحتما دون التشكيك باخلاص أي منا فكلنا نعمل ونأمل أن نكون في خدمة وطننا الحبيب:

أولا: لقد تم إهمال مقترح توسيع دائرة التشابك مع الوطن الأم في حقول أخرى غير التعليم العالي كالقطاع الصناعي والهندسي ودوائر الخدمات الحكومية والقطاع الصحي والاقتصادي وغيرها مما نحتاج فيه إلى نقل الخبرات التي اكتسبناها في الولايات المتحدة وكندا .. ونحن في جنا نملك خبرات واسعة في شتى المجالات وكثير منا يعمل في كبرى المؤسسات العالمية ولدينا الكثير من "زكاة علمنا" مما يجب أن نقدمه لوطننا الأم ... فصفحة جنا على الفيسبوك فيها ما يزيد عن 6000 شخص وفيهم من الخبرات في كل هذه المجالات فلا يصح أن نهمل كل هذه الكفاءات ونحصر إهتمامات هذه المؤسسة التطوعية في مسائل التعليم العالي فقط على أهميتها الكبرى ... شخصيا أرى أن التعليم العالي بداية موفقة ومهمة لنا على ألا نحصر جهودنا فيه ... فالقطاع الصناعي في الأردن مثلا تنقصة المعرفة النوعية في كفاءة العمليات وسلامتها وهنالك ضحايا كثر من العاملين فيه أصابهم ما أصابهم لنقص التدريب والرقابة والتشريعات ... وادارة المشافي والموئسسات بحاجة ماسة لرفدها بما هو جديد ودوائر الخدمات الحكومية كالاحوال والبريد وغيرها يمكن أن تستفيد من خبرات أبناء الأردن الادارية والمحاسبية وهنالك كفاءات إقتصادية شابة يمكن أن تساهم في طرح حلول عملية قد تأخذ بيدنا في إنتشال بلدنا من وحل المديونية الذي يهدد أمننا الاجتماعي ... نحن كاردنيين لنا آراؤنا ومشاربنا الفكرية المختلفة وهو عامل قوة وبأس إن أحسنا تطويعه لطرح حلول علمية موضوعية تراعي "فقه الواقع" وتستحضر تبعات "الحرائق القطرية" التي تحف بنا من كل صوب.

ثانيا: أرى أننا لم نعر البعد التنموي في الاردن ما يستحق من إهتمام والذي يتطلب تشاركية وتشابكا مع أصحاب الكفاءات والاختصاصات في كافة بقاع الوطن الحبيب من جنوبه إلى شماله ومن شرقه إلى غربه ... أنا من أشد الكارهين لمبدأ المحاصصات الجغرافية و"المناطقية" (مع عدم جواز النسبة للجمع لغة) إلا أننا إن اردنا أن تصل خبراتنا إلى كافة بقاع الوطن الحبيب وخصوصا المناطق النائية عن العاصمة فلا بد من إيجاد شركاء اكفياء على الارض وممن يعملون في مؤسساتها فإذا أخذنا فعاليات قطاع التعليم العالي التي تنشط بها جنا إلى الآن لوجدنا إحدى معوقات التشاركية الفاعلة هو غياب التمثيل التشاركي التنموي لمناطق الجنوب ومؤسساتها كاملة عن الهيئة الادارية التأسيسية ... فمن بين 23 عضوا فيها هنالك 15 (أي بنسبة 65%) من نفس المنطقة الجغرافية مما قد يفسر "النجاح" الذي حظيت به فعالية الجامعة الهاشمية نظرا لنسبة "التشابك الاداري - الجغرافي" العالية مع رئيسها وكذا فعالية جامعة اليرموك في حين اننا لم نحظ بتجاوب ملحوظ من جامعات الجنوب نظرا (من وجهة نظري) لعدم وجود شركاء عاملين على الأرض من مؤسسات وجامعات الجنوب في الهيئة الادارية وهو أمر ينبغي تصحيحة.

ثالثا: لقد فشلنا في إستقطاب التمثيل النسائي في الهيئة الادارية فمن بين 23 عضوا هنالك أربع زميلات فقط ... وفي العادة تحول مشاغلهن المهنية والدراسية الكثيرة بينهن وبين ديمومة المشاركة في الفعاليات الادارية وقد طلب بعضهن اعفاؤهن إلا أنا "رفضنا" ذلك طمعا في تغير ظروفهن في المستقبل ... المحزن في الأمر أن زميلتين (غير الأربع) فاعلتين جدا انسحبتا من الهيئة الادارية خلال الفترة الماضية نظرا (من وجهة نظري) لعدم قدرتنا على "المحافظة" عليهما بتحفيز تفعيل دوريهما وازالة العوائق التي "وجدت" في طريقهما ... أنا لا أقول أن ذلك مقصود لكن علينا التحلي بالشجاعة والاعتراف أننا بفشلنا في إستقطاب التمثيل النسائي في الهيئة الادارية والمحافظه على الفاعل منه فاننا نؤسس لثقافة "ذكورية" مهيمنة وان بغير قصد وهو أمر ينبغي أن يتغير.

رابعا: تتكرر وبشكل ملفت اسئلة كثير من الطلاب على صفحة الفيسبوك عن عملية القبول في الجامعات الأمريكية والكندية وسبل تحسين فرص الحصول على المنح ويقوم الزملاء مشكورون من الهيئة العامة واعضاء الصفحة بالاجابة وكل حسب خبراته وتخصصه إلا أن تلك الاجابات لا تلبث أن تندثر في ركام "البوستات" المتعددة وهذا الأمر يمكن حله بانشاء موقع الكتروني مبوب لجنا على الشبكة العنكبوتية وتوضع في أحد أبوابه كل المعلومات المتعلقة بمثل هذه الاسئلة بحيث يسهل الرجوع إليها في أية لحظة ويمكن وضع معلومات أخرى متخصصة و مفيدة في الأبواب الاخرى إلا أن هذا المقترح على أهميته قوبل بالاهمال من قبلنا.

خامسا: أرى أن نسعى إلى تحسين أدائنا المؤسسي في الهيئة الادارية فنعنى بإيجاد ملف مركزي لمقررات الاجتماعات يمكن الرجوع اليه وقت الحاجة، وان نعمل على الالتزام بالآليات الفاعلة والمتعارف عليها في تسيير الاجتماعات ومتابعة مقرراتها، وان نساهم في إيجاد بيئة محايدة تتيح فرصا متكافئة في التعبير والتأثير لاعضاء الادارة وغيرها من الأمور التي ينبغي أن تناقش داخليا للوصول إلى صيغة أكثر فاعلية ومؤسسية تدفع إلى المزيد من الانجاز والعطاء وتبني على النجاحات التي حققناها إلى هذه اللحظه.

إن أخشى ما أخشاه، أن نقع في حبائل إغراءات الظهور الاعلامي مع الوزراء ورؤساء الجامعات وكبار المسؤولين وان ننغمس في دبلوماسية الولائم على "شرف" رؤساء الجامعات وكبار المسؤليين فنضل الطريق كما ضلها غيرنا ... علينا أن نحافظ على معايير العمل المهني باحترام الجميع بما فيهم المسؤولين دون أن نجعل من التقاط الصور معهم أهم انجازاتنا ... نحن مهنيون وندرك أن علاقة تشاركية تعاونية مع أصحاب القرار هي عامل مهم للوصول إلى غايتنا في خدمة بلدنا ... وعلينا أن نسعى لتوثيق عرى تلك التشاركية على أن نحافظ على وقارنا المهني، إذ من المهم جدا أن نؤسس لعمل وطني مؤسسي ذي ديمومة وان لا نغتر بالتقاط صورة مع وزير أو رئيس جامعة لا يعرف متى يباغته ملك الموت السياسي.

هذا ما لدي وارجو أن يتسع صدركم جميعا لوجهة نظري وان تتخذوا لي عذرا إن أخطأت التقدير ... لكم مني جميعا كل الحب والاحترام.
شاهد المزيد
التعليقات

No comments :

Post a Comment

Note: Only a member of this blog may post a comment.

Ammar Alkhawaldeh