Wednesday, July 6, 2016

شهداء الفجر والعظة المرتجاة د. م. عمار سليم الخوالده

شهداء الفجر والعظة المرتجاة

د. م. عمار سليم الخوالده

تاريخ النشر 24-06-2016

Ammar Alkhawaldeh

أولا: فجيعتنا في شهداء الفجر الأبرار أدمت مآقينا وكوت بالنار خوافقنا ... ودمع الأمهات الصابرات اللائي اختطفت يد الأجرام والتوحش فلذات أكبادهن سيظل منهملا ما نبضت بالحياة قلوبهن وما دبت على ظهر البسيطة أقدامهن، فما من أم تنسى مهجة قلبها وربيع حياتها ... فلنترحم على من سالت دماؤهم غدرا وقت السحر ولنسأل المولى أن ينزل سكينته على قلوب ذويهم واحبائهم

ثانيا: على "تلفزيون الميرمية" واقرانه من دكاكين الاعلام المهلهل أن يكفوا عن أفعالهم المنفرة فما أن يرتقي شهيد إلى العلا حتى نرى هؤلاء يتسابقون في التزلف والنفاق في وقت مئزره الحزن ولثامه جلال الرزء ... فليكفوا عن معزوفتهم الممجوجة "فدا أبو حسين" التي يقحمونها في حلوق أهالي الشهداء وخصوصا الأطفال كما شاهدنا في المقابلة التي أجروها مع طفل الشهيد لؤي الزيود الذي لم يبلغ الرابعة من عمره ... لتعلموا يا هؤلاء أن للملك واجبات دستورية واخلاقية ومهنية يأتي على رأسها أن يكون هو أول من يفتدي الأردن لا أن يفتديه الأردن ... أنتم تسيؤون للملك إذ تقدمونه باعلامكم الركيك على أنه متعطش لعبارات التزلف والنفاق بدل أن تقدموا الصورة الحضارية الدستورية أن الملك والشعب هم فداء للاردن وحسب وهذا ما يقوله الملك في خطاباته أما أنتم فتلقنون الأطفال والمكلومة قلوبهم من أهالي الشهداء بعبارات التزلف والنفاق ... كفى، فكلنا شعبا وملكا فداء للاردن وحسب !

ثالثا: من المهم جدا ونحن نتحدث عن الضرب بيد من حديد إنتقاما لدماء شهدائنا أن لا تأخذنا العاطفة منزوعة من العقل ولنذكر قول المتنبي

الرأي قبل شجاعة الشجعان هو أول وهي المحل الثاني
فأذا هما اجتمعا لنفس حرة بلغت من العلياء كل مكان

القرارات الرشيدة في أوقات الشدة هي ما يميز ذوي الشكيمة والحكمة عمن يحركهم النزق والرغبة في الانتقام ... الشجاعة إن لم تك مقرونة بالحكمة فهي طيش ونزق .. فلنثأر لشهدائنا لكن بروية وتخطيط فدماء ابنائنا واخوتنا من جنود الوطن غالية ولا ينبغي التفريط بمزيد منها فلنتصرف برشد ولنسأل الله أن يجنبنا وبلدنا الغالي المحن والكروب

رابعا: يسوءني الفشل والتخبط وانعدام الشفافية في المجال الأعلامي من قبل أجهزة الدولة في وقت الشدائد والملمات ... أسلوب التعامل الأعلامي الحكومي في الازمات بال وقد تجاوزه الدهر بعقود ... على الدولة أن تؤهل مهنيا الناطقين الاعلامين باسمها فتعقد لهم دورات مكثفة ومتخصصة في كيفية إدارة الأزمات إعلاميا بشفافية لا تعرض الأمن القومي أو مجريات التحقيق للخطر ... ندرك أن طبيعة الموقف تحتم أحيانا الأحجام عن الادلاء بتفاصيل معينة ... لكن هنالك الكثير من الأسئلة يستطيع الناطق المحترف باسم جهاز الدولة المعني بالحادثة الأجابة عليها دون الاخلال بالامن القومي أو مجريات التحقيق ... أما أن تترك الأمور للاشاعات ولمواقع التواصل الأجتماعي لتنشر الغث والسمين وما يسبب القلق فأمر معيب ... لقد رأينا ذلك في حوادث اربد والمخابرات والحدود إذ كان الجهاز الأعلامي للدولة "غايب فيلة“

... في الدول المتقدمة - أمريكا مثالا- ما أن تقع حادثة كهذه إلا ويعقد مسؤولو التحقيق وهم عادة ضباط مؤهلون مهنيا واعلاميا من ال "إف بي آي" والشرطة المحلية مؤتمرا صحفيا يجيبون فيه على كثير من الأسئلة ويمتنعون عن بعضها لكنهم يضعون الناس بصورة ما يحدث ... وهم يعقدون مؤتمرات صحفية شبه يومية في الأيام الاولى للحادثة لوضع الناس بصورة التطورات المستجدة ... أما أن نترك الناس في الظلام أو أن نرى تصريحات متضاربة لمسؤولي الدولة ("رادارات/ذهبات " عجلون مثالا) فأمر يدعو إلى الحزن والسخرية ... على الدولة أن تلحق بركب القرن الحادي والعشرين الأعلامي وان تنفض عن مؤسساتها الأعلامية غبار التخلف والتزلف

خامسا: ندرك الخصوصية التي تتمتع بها أجهزة الدولة الحساسة كالجيش والمؤسسات الأمنية لكن ذلك لا يضفي حصانة على من يقصر في عمله من أعضائها أو قادتها أو من تثبت مسؤوليته الوظيفية أو الأخلاقية عن الهنات التي يمكن أن تتعرض لها ... بين حادثة المخابرات وحادثة الحدود وغيرها ينبغي أن يحاسب من ثبت تقصيره أو اهماله وان بحسن نية أو قلة تأهيل ... فلا ينبغي أن تمر هذه الحوادث دون مراجعة جذرية لاسبابها وكيفية تجنب مثيلاتها في المستقبل ومحاسبة المتسببين من المسؤولين إهمالا أو تقصيرا وينبغي أن يتم هذا بشفافية يرى نتائجها المواطن ... أما أسلوب "الطبطبة" فلن تكون نتائجه إلا وخيمة على الوطن واهله

جنبنا الله المحن والكروب وحفظ وطننا من كل مكروه
شاهد المزيد
التعليقات

No comments :

Post a Comment

Note: Only a member of this blog may post a comment.

Ammar Alkhawaldeh