Tuesday, July 5, 2016

العربي ... و الخيار المر د. م. عمار سليم الخوالده

العربي ... و الخيار المر
د. عمار سليم الخوالده
تاريخ النشر 08-09-2013

مؤلم إلى حد الحزن ... و محزن إلى حد الألم ... ان يُخيّر العربي الحر في هذا الزمن البائس بين جزار سفك دماء مئة ألف أو يزيدون ... و لم يزل على غيه و طغيانه ... أو ان يرى صواريخ الغرباء تدك حاضرة العروبة وظئر الإسلام و حصنه المكين ...

آه يا دمشق ... يا حبيبتي ... سابكيك دما و دموعا و جمرا يتلظى ... آه يا مكلومة الفؤاد ... أيتها الثكلى ... يا من ابتليتِ بنظام وحشي جثم على صدرك أربعة عقود و نيف لم يرعو و لم يخجل لما ثار أهل الأرض على ظلمه و بطشه ... و لكنه اليوم ذليل وضيع تدوسه أقدام الغزاة ..

أي مهانة تعتري المرء عندما يتعالى على أهله و شعبه و ينعتهم باوضع النعوت ... ثم نراه اليوم مهيض الجناح ممتلأ رعبا أمام جبروت الغرباء ...

لك الله يا دمشق ... لك الله يا حبيبة نزار اذ بكاك على لسان كل عربي حر بايقونته الخالدة

هذي دمشقُ وهذي الكاس والراحُ إنّي أحبُّ وبعـضُ الحـبِّ ذبّاحُ

أنا الدمشقيُّ لو شرَّحتمُ جسدي لسـالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ

آه يا فيحاء يا حبيبتي... آه يا من بكاك شوقي ... ذلك المصري ... و كانه يطل اليوم على جبينك المخضب بالدماء و الدموع من فوق قمة قاسيون ... و كانه يقف على اعتاب حدقاتك الثكلى صارخا

الست دمشق للإسلام. ظئرا و مرضعة الأبوة لا تعق
وكل حضارة في الأرض طالت لها من سرحك العلوي عرق
سماؤك من حلى الماضي كتاب و أرضك من حلى التاريخ رٓقُّ

لماذا يا حبيبتي؟ ... يا قرنفلي ... يا عاصمة هشام ... و حاضنة حفيده الداخل؟ ... لقد ظل عبد الرحمن يا حبيبتي يتفيؤ ظلال تلك النخلة اليتيمة في ربوع الأندلس الغنّٓاء لانها تذكره بأمه الأرض و عشقه السرمدي ... دمشق ... اجل ... دمشق ... تلك الوردة الجميلة التي دنست طهرٓها وحشيةُ البغاث من طغاة هذا العصر الممتلئ نتنا ... فازكمت فيه رائحة أدعياء الممانعة و الصمود أنف الخلق ... فلم نر إلا أبا اراق الدماء و استباح الأعراض في ثمانينات القرن المنصرم ... في تدمر و حماة و غيرها من ارض الطهر و العفاف ... ارض الشام التي غناها سميرالقضاه, الشاعرالعجلوني الهمام

لحسان سوريا علي عهود و العاشقون وفاؤهم معه
طفت البلاد جنوبها و شمالها لكنني للشام سوف أعود
انا يا شآميات كبلني الهوى اني اتهمت و الاتهام أكيد
اجل يا أصدقائي ... اب اراق الدماء و استباح الأعراض .... وولدٌ غُمِستْ يداه بدماء الأطفال البرءاء ... لم يرعو و زبانيتُه ... فاستباح شرف الطاهرات الحرائر ... و أثكل الأمهات النائحات على فلذات أكبادهن ...

ثم بعد ذلك كله ... يتوج البؤس بشبيحة الإعلام و مناضلي الفنادق الذين اشبعونا تنظيرا عن عنتريات التحرر و التقدمية ... فلم نرهم و اقران فكرهم التنويري المزعوم إلا على ظهور الدبابات في ارض الكنانة يسفكون دم أسماء و حبيبة .... و يشاهدهم العالم اجمع يستحلون حرمة الموتى بجنازير جرافاتهم و السنة نار حقدهم فيحرقون الجثث بوحشية تجعل من هولاكو حملا وديعا ... ليتوجوا حقيقة ما في قلوبهم لا ما تدعيه ألسنتهم زورا و بهتانا

اتذكرون يا احبتي حديثه عليه الصلاة و السلام " .... يصبح الحليم فيها حيرانا .... "؟ أو لستم (أو قل بعضكم ) حيارى مثلي؟ ... طاغية جزار ولغت يداه الآثمتان بدماء الأمهات الطاهرات و بنيهن الأبرياء؟ ... أم صواريخ الغزاة الغرباء و أجندتهم الدخيلة؟

على أنني .... كما قالها أبو فراس ... ذات عزة و منعة

امضي لما لا يعيبني و حسبك من أمرين خيرهما الأسر ...

والى ان يقيض الله لقاهرة المعز و فيحائنا الجميلة دمشق من يفك أسرهما من الظلم والطغيان ... ادعوا معي ... ان يحفظهما من الغزاة الطامعين .... و عبيدهم الاذلاء
شاهد المزيد
التعليقات

No comments :

Post a Comment

Note: Only a member of this blog may post a comment.

Ammar Alkhawaldeh