Tuesday, July 5, 2016

عندما تفتح السجون أبوابها د. م. عمار سليم الخوالده

عندما تفتح السجون أبوابها
د. م. عمار سليم الخوالده
تاريخ النشر 08-09-2012
Ammar Alkhawaldeh


سبعة و عشرون عاما و نيف، تلك التي قضاها نلسون منديلا في سجون القهر والظلم ... سبعة و عشرون عاما من البطولة المدججة بالأفعال، لا بنضال الفنادق و ساحات القمار ... سبعة و عشرون عاما توجت باعتلائه سدة الرئاسة في بلده الذي احب، و ارضه التي أفنى زهرة شبابه من أجلها... أجل، هذا هو حب الأوطان و هذه هي ضريبة المواطنة الحقة ... التاريخ، قديمه و حديثه يزخر بالأمثلة ... (اون سان سو تشي) المرأة التي فاز حزبها ب ٥٩٪ من الأصوات عام ١٩٩٠ في بورما انتهى بها المطاف بقضاء خمسة عشر عاما قيد الإقامة الجبرية حرمت خلالها من أسرتها لكنها أصرت على دفع ثمن المواطنة بشرف فنافحت عن الحرية و ذادت عن الديموقراطية الى ان نالت حريتها قبل اقل من عامين فقط ... و ها هي الان تدق بيديها ابواب الحرية و المساواة علها تنقذ الملايين من ابناء شعبها الرازحين تحت قهر الديكتاتورية و ظلم الفاسدين. هذه المرأة سيخلد التاريخ اسمها لكنه سيلقي باسم سجانيها في مزابله فلا مكان اخر يليق بهم و باسمائهم.

ديدن الاحرار في هذه الارض ان يقارعوا الظلم و يتعرضوا للأذى، فمن جاهر بالحق استفز الباطل و من تمسك بالصدق اغضب المبطلين. ألم يلق بيوسف عليه السلام في غياهب السجن بضع سنين من اجل عهر امرأة ارادت اشباع نزواتها فلما استعصم أشهرت سيف الشرف المصطنع لتطعن به عفة يوسف ... و لكن كلكم يعلم اين انتهى المطاف بالذي قال "رب السجن احب الي مما يدعونني اليه" عندما حصحص الحق في النهاية

اجل أيها الاحرار المنافحون عن اوطانكم في كل صقاع الارض ... تفتح ابواب السجون لكم، فتخرجون منها أبطالا اباة و يبقى سجانوكم حبيسي عقليتهم النتنة و افقهم المزدرى ... عندما أراد ابن هبيرة والي العراق آنذاك ان يضفي شرعية على ظلمه و مصداقية على فساده بتولية ابي حنيفة مفاتيح القضاء، انتفض ابو حنيفة رضي الله عنه و رفض، فارسل ابن هبيرة مهددا فقال ابو حنيفة بهدوء الواثق "يا هذا، قل لمولاك لو طلب مني ان اعد له ابواب مسجد الكوفة ما فعلت" فاستشاط الدكتاتور غضبا و ألقى بابي حنيفة في السجن فكان يجلد عشرة جلدات كل يوم ... و عندما جاءته امه الطاعنة في السن زائرة رأت اثار السياط على وجهه فهالها ما رأت و أخذها حنان الام فصاحت "يا بني، ان علما اوصلك لهذا لحري بك ان تتركه" فقال "يا أماه، والله لو اردت بعلمي الدنيا لوصلت لها، لكني اردت ان يعلم الله اني صنت العلم و لم اجعل نفسي مطية للظالمين

هكذا يكون الدفاع عن الحق ... فعندما يلقى بالأحرار أيا كانوا على هذه البسيطة في سجون الظلم، لانهم تجرأوا بالدفاع عن أوطانهم ضد حفنة الفساد والمفسدين فليس ذاك الا وسام شرف و عز على جبينهم ووصمة عار و قذى في وجوه و عيون سجانيهم. التمترس خلف عقلية القمع وعدم الاستماع للمخالفين في الراي و النهج هو السجن بعينه والذي يقيد حرية مواطنيه و يلقي بهم في المعتقلات بدل ان يحاورهم و وينصفهم هو سجين افكاره المنحرفة و نهجه المثلوم. السجون عندما تفتح أبوابها للأحرار فهذا ليس الا دليل قوتهم و ضعف سجانهم ... و السجون عندما تفتح أبوابها للأحرار تشرق شمس الحرية و يعلو صهيل المجد
شاهد المزيد
التعليقات

No comments :

Post a Comment

Note: Only a member of this blog may post a comment.

Ammar Alkhawaldeh