Tuesday, July 5, 2016

حرية الكلمة ... انها الهزيمة د. م. عمار سليم الخوالده

حرية الكلمة ... انها الهزيمة
د. م. عمار سليم الخوالده
تاريخ النشر 26-08-2012
Ammar Alkhawaldeh


أولو العزم من الرسل، لم يسموا بذلك الا لما لاقوه من عنت و صلف على ايدي الطغاة واعوانهم و لما سيموا من صنوف العذاب والأذى .. لكن ذاك لم يثنهم عن الثبات، فعندما يكون الحق صنوك فكل ما عداه صغير .. والى درجة الاحتقار .. عندما يكون الحق نبراسك فلا تعبا بنتائج عملك فهي موكلة الى الله .. فلم يكن لإبراهيم عليه السلام و الذي كشف زيف الأصنام و عبدتها من بني جلدته، لم يكن له حول ولا قوة ولكن المولى و من فوق سبع طباق قال "يا نار كوني بردا و سلاما على ابراهيم" ... فكانت ... ولم يكن مع عيسى عليه السلام ما يدافع به عن نفسه الا صوت الحب والحق ف "من لطمك على خدك الأيمن فحول له الاخر" فانت بثقة الحق و يقينه عندما تفعل، فإنما تذكر ذاك المعتدي بمدى تفاهته فتمنحه فرصة اخرى لكي يعود الى جادة الصواب قبل ان يكرر حماقته ... ثم ان الدنيا لما ضاقت على رسول الهدى صلى الله عليه وسلم فيمم نحو الطائف ثم جثا مناجيا ربه بعد ان اطلق الطغاة سفهاءهم فادموا قدميه الشريفتين بالحجارة، عندما ناجى فقال " اللهم أني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي و هواني على الناس ...الى من تكلني؟ الى بعيد يتجهمني ام الى عدو ملكته امري؟ ان لم يكن بك علي غضب فلا أبالي" لم يخذله الله قط .. اجل، أوذي و عذب و ضيق عليه و اصحابه ثلاثة عشر ربيعا .. لكنها توجت بنصر مؤزر كان اجمل ما فيه "اذهبوا فانتم الطلقاء"

عندما يكون الحق ما تصبو اليه و تدافع عنه فكل ما سواه صغير وان أحيط بهالة و طوق بترف .. لم يدر بخلد تلك المرأة السوداء (روزا باركس) عام ١٩٥٥ في مقاطعة مونتغمري في ولاية ألاباما الامريكية مهد العنصرية والحقد آنذاك عندما انتصرت لادميتها فرفضت ان تخلي مقعدها في الحافلة لتافه عنصري لا يتذكر الان احد اسمه، أراد ان ان يستعلي في الارض، لم يدر بخلدها انها ستخلد كأم لحركة الحريات المدنية في الولايات المتحدة و بإقرار الكونغرس الامريكي إياه .. فهي لم تلتفت لصيت و لم تعبا بمديح ... لكنها انتصرت لانسانيتها و انسانية بني جلدها وضحت من اجل حريتها فسجنت لتعاليها على التوجيهات السامية لاباطرة العنصرية و سماسرة القمع و القهر الذين لا يطيقون حتى ان ينطق الناس بحروف اربعة تشكل كلمة "حرية" ... فهذه الحروف (ان اجتمعت) ترعبهم و تقض مضاجعهم لانها و ببساطة متناهيه تهدم ملكهم الزائف و تعري بشاعة أفعالهم و فساد شانهم كما عرى ابراهيم عليه السلام أصنام قومه و عبدتها ....

ما اود قوله لكم يا اهل الكلمة الحرة، ورقية كانت، ام الكترونية، ام تلك التي تمخر عباب الفضاء ... انه وعندما تستنفر "القوى الخفية" من استطاعت و تجلب عليكم بخيلها و رجلها و تشارككم بالأموال و الأنفس والثمرات، فإنها لا تعد نفسها الا غرورا ... فمحاولة السطو على حرية تعبيركم و منافحتكم عن المستضعفين في هذا الوطن الجريح بحراب الفساد و نصال المفسدين و حماتهم ما هي الا دليل ساطع على مدى الهزيمة الإخلاقية التي منيت بها هذه القوى و مقدار الرعب الذي تعيشه خوفا من جلاء الحقيقة و تعرية الفساد والمفسدين والذين لم تعد ورقة التوت البالية تستر شيئا من سوءاتهم .. فالدولة الواثقة، أيا كانت، لا تخشى مطبوعة الكترونية ولا فضاء إعلاميا الا اذا كانت خاوية هشة، فتعمد الى جمع حطب التشريعات البالية و تصب عليه وقود الفساد القميئ و تشعله بنار الفتنة البغيضة ثم تلقي ب "ابراهيمكم" بها .. ولكن كونوا على يقين فلن تكون نار الفساد والمفسدين هذه الا بردا و سلاما على قلوبكم و لن يجني اعداء الحرية والحق الا ما جناه فرعون عندما قال "ذروني اقتل موسى، و ليدع ربه، اني أخاف ان يبدل دينكم او ان يظهر في الارض الفساد"

بقي ان اقول ... لست صحفيا ولا املك مواقع الكترونية او ورقية او عبثية .. لكني اود ان اذكرالقوى الخفية إياها بقول جرير

"زعم الفرزدق ان سيقتل مربعا .... ابشر بطول سلامة يا مربع
شاهد المزيد
التعليقات

No comments :

Post a Comment

Note: Only a member of this blog may post a comment.

Ammar Alkhawaldeh