الانقلابيون ... عار هذه الامة
د. م. عمار سليم الخوالده
تاريخ النشر 16-03-2015
Ammar Alkhawaldeh
ملاحظة: لي اخوة لهم في سويداءالقلب منزلة ... قوميون، اسلاميون، و مستقلون ... احبكم جميعا ... وان اغضبتكم كلماتي ...
لم يحد طاغية السودان عن نهج اسلافه عندما لبس لبوس الاسلام و انقلب على صناديق الاقتراع باسم الله والامة فتوج اعظم انجازاته بتشظي بلده و سلْخ كبدها عن جسدها، وارتكب الموبقات بحق اطياف من اهلها واودى بالالاف من شبابها الى التهلكة ... لم يات بجديد فقد سبقه في خمسينات القرن المنصرم طاغية العصر قائد الانقلاب المكلل بالعار و الهزيمة في ارض الكنانة .. فقد ضاع على يديه ما تبقى من ارض الرسالات في فلسطين و اوغلت يداه في دماء اخوان العروبة في بلاد سبأ و بلقيس .. وذاق على يديه ثلة مبجلة من المصريين اهوال العذاب و سالت على يديه دماء كثيرة منها ما كان معطرا بالقرآن و ظلاله ...
لقد ابتليت هذه الامة باشباه الرجال الذين ظنوا انهم وكلاء الله في ارضه .. ففي فيحاء العروبة غدر الاخ بأخيه و طعن كلٌّ رفيقه في سلسلة مخزية من الانقلابات، توجت بجثوم جزار الشام الاول على صدر احرار سوريا لعقود مضرجة بالدماء و اغتصاب الحرائر و اثكال الامهات، ليسلّم راية البطش والدماء من بعده لنطفته التي تحولت الى "دراكولا" تقتات على دماء الابرياء و ترقص على اشلاء الامهات و الاطفال و تتغنى بالمخازي و "حق الرد في الوقت والمكان المناسبين"
ولم تكن ارض الرافدين احسن حالا فقد وقعت عليها الابتلاءات و ناءت حملا بحكام الحديد والنار فآل مآلها الى احتلال بغيض و طائفية بشعة تتلذذ بالدماء و الانتقام و في اقدس اعياد الله ... فلا اله الا الله ممن عانق حبل المقصلة كالطود لم تشفع، وكأن دم الحسين عليه رضوان الله سال بايدينا و كأنا والعياذ بالمولى من "ضلل" جبريل ليهبط بالرسالة على غير من ارسلت اليه.
لم يسلم العرب من الاهوال عظيمها او الشرور مستطيرها .. لم يسلموا من انقلابي مهووس تفجر القيح من لسانه اخضر فسطره بكتاب ونعت اهله بالجرذان او زنديق يلجم افواههم ان تهتف حرية ويقيد سواعدهم ان تدفع عربة خضار تكفيهم مؤونة السؤال ... لم يسلموا من هؤلاء و غيرهم ممن تجبروا واستعلوا في الارض ... الا ان لله حكمة وفي مزابل التاريخ متسع ...
هذه الابتلاءات التي حلت بنا نحن العرب جعلتنا مطية لكل راكب ووقفت حائلا امام تحرير العربي وارضه من الهيمنة و الظلم والاحتلال ... فكلما لاح في الافق طيف امل لتداول سلمي للسلطة تفرزه صناديق الاقتراع، انقض عليه العبيد الطغاة من الانقلابيين العسكر فقتلوا الحلم في مهده .. و قد رأينا كيف انتهى اغتيال الحلم الديمقراطي في جزائر الشهداء بعشرية سوداء فتكت بعشرات الآف واراقت دماءهم و فرخت بؤرا عصية من التشدد و التطرف والغلو ...
وفي قاهرة المعز لم تزل دماء الشهداء الزكية فواحة بعد ان اغتصب الانقلابيون العسكر حلم امةٍ بان تكون ارض الكنانة مهدا لنموذج ديموقراطي جديد يتناوب المخلصون من ابناء مصر على رعايته فاغتالوا شرعية الصناديق وازهقوا الارواح واقاموا حكمهم على اشلاء ابناء مصر و دمائهم الغالية.
هكذا ابتلينا ولعقود بعشاق سفك الدماء والقمع والجور و كنا دائما نعول على قمقم الوعي الذي يربض في صدور شباب العرب منتظرا فرصته للعمل في ظل حرية سلمية تعددية اصيلة بعيدا عن ثقافة التجبر واغتصاب السلطة ... فالانقلاب مذموم و مذموم صاحبه ...
ولم يكن يخطر ببال ان تنتقل عدوى اغتصاب السلطة الى الحركات السياسية الشعبية قومية كانت ام يسارية ام اسلامية ... الا انّا لا زلنا نلدغ من الجحر نفسه ..فما رأيناه في الاسابيع القليلة الفائتة من اشراع مجموعة تدعي الاصلاح حراب الانقلاب، امر يبعث على الاسى والسخرية .. فصاحب الفكر العفيف يغرس فسيلته ويرعاها ليستظل الناس بفيئها ولا يهوي بمعوله على اشجار اخوانه ليحتطب بها٠
كان انجع لانقلابيي الاخوان ان ينشؤوا كيانا سياسيا مستقلا و يثبتوا للاردنيين والعرب انهم اقدر على احداث التغيير الايجابي والانعتاق من درن التكلس والجمود الذي اصاب حركتهم الام، لا ان يسعوا لاغتصاب اسم جماعتهم و تمثيلها على ظهور "قرارات حكومية" .. كنا سنرفع لهم عندئذ قبعاتنا احتراما و اجلالا ... لكنهم اختاروا طريقا يجعلني كاردني مستقل "غير منظم" انظر الى موقفهم و فعلتهم بازدراء و ريبة رغم مآخذي على الاخوان ... فما هكذا تورد (الجمعيات) يا دعاة الاصلاح
د. م. عمار سليم الخوالده
تاريخ النشر 16-03-2015
Ammar Alkhawaldeh
ملاحظة: لي اخوة لهم في سويداءالقلب منزلة ... قوميون، اسلاميون، و مستقلون ... احبكم جميعا ... وان اغضبتكم كلماتي ...
لم يحد طاغية السودان عن نهج اسلافه عندما لبس لبوس الاسلام و انقلب على صناديق الاقتراع باسم الله والامة فتوج اعظم انجازاته بتشظي بلده و سلْخ كبدها عن جسدها، وارتكب الموبقات بحق اطياف من اهلها واودى بالالاف من شبابها الى التهلكة ... لم يات بجديد فقد سبقه في خمسينات القرن المنصرم طاغية العصر قائد الانقلاب المكلل بالعار و الهزيمة في ارض الكنانة .. فقد ضاع على يديه ما تبقى من ارض الرسالات في فلسطين و اوغلت يداه في دماء اخوان العروبة في بلاد سبأ و بلقيس .. وذاق على يديه ثلة مبجلة من المصريين اهوال العذاب و سالت على يديه دماء كثيرة منها ما كان معطرا بالقرآن و ظلاله ...
لقد ابتليت هذه الامة باشباه الرجال الذين ظنوا انهم وكلاء الله في ارضه .. ففي فيحاء العروبة غدر الاخ بأخيه و طعن كلٌّ رفيقه في سلسلة مخزية من الانقلابات، توجت بجثوم جزار الشام الاول على صدر احرار سوريا لعقود مضرجة بالدماء و اغتصاب الحرائر و اثكال الامهات، ليسلّم راية البطش والدماء من بعده لنطفته التي تحولت الى "دراكولا" تقتات على دماء الابرياء و ترقص على اشلاء الامهات و الاطفال و تتغنى بالمخازي و "حق الرد في الوقت والمكان المناسبين"
ولم تكن ارض الرافدين احسن حالا فقد وقعت عليها الابتلاءات و ناءت حملا بحكام الحديد والنار فآل مآلها الى احتلال بغيض و طائفية بشعة تتلذذ بالدماء و الانتقام و في اقدس اعياد الله ... فلا اله الا الله ممن عانق حبل المقصلة كالطود لم تشفع، وكأن دم الحسين عليه رضوان الله سال بايدينا و كأنا والعياذ بالمولى من "ضلل" جبريل ليهبط بالرسالة على غير من ارسلت اليه.
لم يسلم العرب من الاهوال عظيمها او الشرور مستطيرها .. لم يسلموا من انقلابي مهووس تفجر القيح من لسانه اخضر فسطره بكتاب ونعت اهله بالجرذان او زنديق يلجم افواههم ان تهتف حرية ويقيد سواعدهم ان تدفع عربة خضار تكفيهم مؤونة السؤال ... لم يسلموا من هؤلاء و غيرهم ممن تجبروا واستعلوا في الارض ... الا ان لله حكمة وفي مزابل التاريخ متسع ...
هذه الابتلاءات التي حلت بنا نحن العرب جعلتنا مطية لكل راكب ووقفت حائلا امام تحرير العربي وارضه من الهيمنة و الظلم والاحتلال ... فكلما لاح في الافق طيف امل لتداول سلمي للسلطة تفرزه صناديق الاقتراع، انقض عليه العبيد الطغاة من الانقلابيين العسكر فقتلوا الحلم في مهده .. و قد رأينا كيف انتهى اغتيال الحلم الديمقراطي في جزائر الشهداء بعشرية سوداء فتكت بعشرات الآف واراقت دماءهم و فرخت بؤرا عصية من التشدد و التطرف والغلو ...
وفي قاهرة المعز لم تزل دماء الشهداء الزكية فواحة بعد ان اغتصب الانقلابيون العسكر حلم امةٍ بان تكون ارض الكنانة مهدا لنموذج ديموقراطي جديد يتناوب المخلصون من ابناء مصر على رعايته فاغتالوا شرعية الصناديق وازهقوا الارواح واقاموا حكمهم على اشلاء ابناء مصر و دمائهم الغالية.
هكذا ابتلينا ولعقود بعشاق سفك الدماء والقمع والجور و كنا دائما نعول على قمقم الوعي الذي يربض في صدور شباب العرب منتظرا فرصته للعمل في ظل حرية سلمية تعددية اصيلة بعيدا عن ثقافة التجبر واغتصاب السلطة ... فالانقلاب مذموم و مذموم صاحبه ...
ولم يكن يخطر ببال ان تنتقل عدوى اغتصاب السلطة الى الحركات السياسية الشعبية قومية كانت ام يسارية ام اسلامية ... الا انّا لا زلنا نلدغ من الجحر نفسه ..فما رأيناه في الاسابيع القليلة الفائتة من اشراع مجموعة تدعي الاصلاح حراب الانقلاب، امر يبعث على الاسى والسخرية .. فصاحب الفكر العفيف يغرس فسيلته ويرعاها ليستظل الناس بفيئها ولا يهوي بمعوله على اشجار اخوانه ليحتطب بها٠
كان انجع لانقلابيي الاخوان ان ينشؤوا كيانا سياسيا مستقلا و يثبتوا للاردنيين والعرب انهم اقدر على احداث التغيير الايجابي والانعتاق من درن التكلس والجمود الذي اصاب حركتهم الام، لا ان يسعوا لاغتصاب اسم جماعتهم و تمثيلها على ظهور "قرارات حكومية" .. كنا سنرفع لهم عندئذ قبعاتنا احتراما و اجلالا ... لكنهم اختاروا طريقا يجعلني كاردني مستقل "غير منظم" انظر الى موقفهم و فعلتهم بازدراء و ريبة رغم مآخذي على الاخوان ... فما هكذا تورد (الجمعيات) يا دعاة الاصلاح
شاهد المزيد