الثلج والنووي و امريكا .. و اشياء اخرى
د. م. عمار سليم الخوالده
تاريخ النشر 28-12-2013
Ammar Alkhawaldeh
يبدو ان "أمّنا الطبيعة" قد اخرجت بعض اعلام القوم عن طورهم حتى انهم لم يجدوا ما يسعفهم للاستدلال به الا النموذج الامريكي العاجز عن مواجهة عواصف "الرب" الثلجية و رياحه العاتية .. فقد رُويَ عن السيد عماد فاخوري مثلا انه "استهجن الضجة الاعلامية التي رافقت المنخفض الجوي" و انه "اقام ١٢ عاما في اميركا و كانت تنقطع فيها الكهرباء و تغلق الشوارع خلال العواصف الثلجية". ثم لم يمض وقت طويل حتى طالعنا الاستاذ طارق مصاروه بمقال يقول فيه "ادت العواصف التي اجتاحت كندا والولايات المتحدة وغرب أوروبا، الى تعطل المطارات، وانقطاع الكهرباء عن ملايين البيوت.. لكننا لم نسمع ان برلمانات هذه الدول ولا احزابها المعارضة طالبت حكوماتها بالاستقالة لانها فشلت في معالجة آثار العاصفة الطبيعية". و قد سبقهما عدو الامبريالية اللدود الاستاذ صالح القلاب بقوله"ولعل أنه من قبيل التكرار والتذكير بأن العواصف التي ضربت بعض المدن والمناطق الأميركية قد رافقها عجز لم يُثر غضب الأميركيين كالغضب الذي أثارته هذه «الثلجة» المباركة عندنا".
حسنا يا سادة ... نُسلّم بمنطقكم بالقبول بالنموذج الامريكي في التعامل مع الثلوج و الكوارث الطبيعية على الا تصمّوا اذانكم و تشيحوا بوجوهكم بعيدا اذا ذكّرناكم ان النموذج الامريكي سالف الذكر يتربع على رأسه رئيس منتخب بارادة شعبية حرة يراقب عمله مجلس تشريعي منتخب بفرعيه ويهيمن فيه على منظومة العدالة نظام قضائي بلغ به الاستقلال حدا ان اصدرت فيه المحكمة الامريكية العليا عام ١٩٧٤ و بالاجماع قرارها ضد الرئيس الامريكي اَنذاك ريشارد نكسون علما ان رئيس المحكمة وارن برغر و عضوها الاخر لويس باول كانا عُينا في المحكمة على يد الريئس اللذين حكما ضده.
نُسلّم بمنطقكم و نحني لكم رؤوسنا احتراما و تقديرا على الا تنسوا ان النموذج الامريكي الذي اخترتم ان تتغنوا به بما يخدم اراءكم لا يحاكم ايا من مواطنيه المدنيين مهما بلغ جرمهم امام هيئات عسكرية ولا تعتقل دوريات الشرطة فيه المعارضين او الناشطين السياسين من الشوارع لتُفصّٓل لهم التهم جزافا ... فاذا كنتم تطالبونا ان نضم صوتنا الى صوتكم في مراعاة ظروف البلد اقتداء بالنموذج الامريكي الثلجي فانا نطالبكم ان تتحلوا بالشجاعة و ان تضموا صوتكم الى صوت المسحوقين من ابناء هذا البلد الطاهر المطالبين بخطوات عملية حقيقية لمحاكمة المفسدين و برئيس وزراء صاحب ولاية تنفيذية عامة و منتخب يخضع لدور رقابي تشريعي فعال من قبل برلمان يعكس انتخابه بغرفتيه حقيقة الارادة الشعبية الاردنية بكل تنوعاتها السياسية.
ايها السادة لسنا رعاعا و قد ولى عهد الاستخفاف بعقول البشر .. فمن يستشهد بالنموذج الامريكي بمواجهة الكوارث الطبيعية عليه الا يصم اذنيه و يغلق عينيه عن قيم الحرية و الانصاف التي تضبط ايقاع منظومة العدالة الامريكية داخليا و انه لمن المحزن ان يتبدى لنا ان احدهم لم يخرج من ١٢ سنة قضاها في الولايات المتحدة بخبرة غير ان الكهرباء تنقطع والشوارع تغلق خلال العواصف الثلجية ... كنا نود ان نراه يحدثنا عن توم ديلاي عضو الكونغرس الامريكي لمدة ٢٢ سنة و قائد الاغلبية البرلمانية بين عامي ٢٠٠٣ و ٢٠٠٥ والذي اضطر لترك منصبه بعد ان وجهت له تهم جرمية بالتاَمر لخرق قانون الانتخاب و حكم عليه بالسجن ٣ سنوات قبل ان يُنقض الحكم بالاستئناف لاحقا. كنا نود ان يضرب لنا بعض النماذج الشفافه في منظومة العدالة الامريكية كتلك التي حُكم فيها عضو الكونجرس الامريكي وليام جفرسون بالسجن ١٣ سنة بتهمة الرشوة اذ وجد الاف بي اي النقود مخباة في ثلاجة مكتبه. كنا نود ان يذكّرنا السادة الكرام بامثلة اخرى من النموذج الامريكي غير العجز عن مواجهة الثلج كالحكم على حاكم ولاية الينوي السابق رود بلاغوجيفيتش بالسجن ١٤ عاما و عزله من منصبه بعد ان ادانته المحكمة ب ١٧ تهمة فساد منها محاولته بيع مقعد مجلس الشيوخ عن ولايته والذي شغر بانتخاب باراك اوباما رئيسا للولايات المتحدة.
كنا نود الا يحذو سادتنا الكتاب و اؤلو الحظوة السياسية حذوا اصحاب الولاية النووية الذين ما انفكوا يستشهدون ب "مفاعل اريزونا" الامريكي لدعم وجهة نظرهم لكنهم يصمون اذانهم متجاهلين عندما ذكرناهم غير مرة ان المعايير الامريكية الصادرة عن "الهيئة النووية الامريكية" (Nuclear Regulatory Commission) تحتم اقامة منطقتي طوارئ حول المفاعل .. الاولى بنصف قطر ١٦ كم و ينبغي فيها اعداد خطة عمل للطوارئ تشمل توفير الملاجئ و اعداد خطط الإخلاء و تزويد الناس بيوديد البوتاسيوم الضروري للتخفيف من مخاطر الإصابة بسرطان الحنجرة الذي تسببه الإشعاعات النووية و الثانية بنصف قطر يبلغ ٨٠ كم وتهدف الى الحيلولة دون تعرض الناس للإشعاعات عن طريق تناول الأطعمة او شرب الماء الموجود ضمن هذه المنطقة فيحظر على الناس استهلاك اي من منتجات تلك المنطقة او مائها. نعم .. اشاحوا بوجوههم و اصموا اذانهم رغم ان الثمانين كم المذكورة اعلاه تضع الزرقاء و المفرق و عمان و اربد جرش و اجزاء كبيرة من عجلون و السلط و مادبا ضمن دائرة الطوارئ الثانية مما يجعل اكثر من ٧٥٪ من مواطني الاردن في دائرة الخطر المباشر.
كنا نود الا يقع سادتنا الكتاب و اؤلو الحظوة السياسية في شرك ما وقع به "النوويون الجدد" اذ قرروا نشر دعايتهم النووية في المدارس لكنهم لم يعطوا نفس الحق لمعارضي المشروع ... ثم يحدثونك عن النموذج الامريكي ... ارحمونا قليلا فلقد قتلتنا موضوعيتكم
د. م. عمار سليم الخوالده
تاريخ النشر 28-12-2013
Ammar Alkhawaldeh
يبدو ان "أمّنا الطبيعة" قد اخرجت بعض اعلام القوم عن طورهم حتى انهم لم يجدوا ما يسعفهم للاستدلال به الا النموذج الامريكي العاجز عن مواجهة عواصف "الرب" الثلجية و رياحه العاتية .. فقد رُويَ عن السيد عماد فاخوري مثلا انه "استهجن الضجة الاعلامية التي رافقت المنخفض الجوي" و انه "اقام ١٢ عاما في اميركا و كانت تنقطع فيها الكهرباء و تغلق الشوارع خلال العواصف الثلجية". ثم لم يمض وقت طويل حتى طالعنا الاستاذ طارق مصاروه بمقال يقول فيه "ادت العواصف التي اجتاحت كندا والولايات المتحدة وغرب أوروبا، الى تعطل المطارات، وانقطاع الكهرباء عن ملايين البيوت.. لكننا لم نسمع ان برلمانات هذه الدول ولا احزابها المعارضة طالبت حكوماتها بالاستقالة لانها فشلت في معالجة آثار العاصفة الطبيعية". و قد سبقهما عدو الامبريالية اللدود الاستاذ صالح القلاب بقوله"ولعل أنه من قبيل التكرار والتذكير بأن العواصف التي ضربت بعض المدن والمناطق الأميركية قد رافقها عجز لم يُثر غضب الأميركيين كالغضب الذي أثارته هذه «الثلجة» المباركة عندنا".
حسنا يا سادة ... نُسلّم بمنطقكم بالقبول بالنموذج الامريكي في التعامل مع الثلوج و الكوارث الطبيعية على الا تصمّوا اذانكم و تشيحوا بوجوهكم بعيدا اذا ذكّرناكم ان النموذج الامريكي سالف الذكر يتربع على رأسه رئيس منتخب بارادة شعبية حرة يراقب عمله مجلس تشريعي منتخب بفرعيه ويهيمن فيه على منظومة العدالة نظام قضائي بلغ به الاستقلال حدا ان اصدرت فيه المحكمة الامريكية العليا عام ١٩٧٤ و بالاجماع قرارها ضد الرئيس الامريكي اَنذاك ريشارد نكسون علما ان رئيس المحكمة وارن برغر و عضوها الاخر لويس باول كانا عُينا في المحكمة على يد الريئس اللذين حكما ضده.
نُسلّم بمنطقكم و نحني لكم رؤوسنا احتراما و تقديرا على الا تنسوا ان النموذج الامريكي الذي اخترتم ان تتغنوا به بما يخدم اراءكم لا يحاكم ايا من مواطنيه المدنيين مهما بلغ جرمهم امام هيئات عسكرية ولا تعتقل دوريات الشرطة فيه المعارضين او الناشطين السياسين من الشوارع لتُفصّٓل لهم التهم جزافا ... فاذا كنتم تطالبونا ان نضم صوتنا الى صوتكم في مراعاة ظروف البلد اقتداء بالنموذج الامريكي الثلجي فانا نطالبكم ان تتحلوا بالشجاعة و ان تضموا صوتكم الى صوت المسحوقين من ابناء هذا البلد الطاهر المطالبين بخطوات عملية حقيقية لمحاكمة المفسدين و برئيس وزراء صاحب ولاية تنفيذية عامة و منتخب يخضع لدور رقابي تشريعي فعال من قبل برلمان يعكس انتخابه بغرفتيه حقيقة الارادة الشعبية الاردنية بكل تنوعاتها السياسية.
ايها السادة لسنا رعاعا و قد ولى عهد الاستخفاف بعقول البشر .. فمن يستشهد بالنموذج الامريكي بمواجهة الكوارث الطبيعية عليه الا يصم اذنيه و يغلق عينيه عن قيم الحرية و الانصاف التي تضبط ايقاع منظومة العدالة الامريكية داخليا و انه لمن المحزن ان يتبدى لنا ان احدهم لم يخرج من ١٢ سنة قضاها في الولايات المتحدة بخبرة غير ان الكهرباء تنقطع والشوارع تغلق خلال العواصف الثلجية ... كنا نود ان نراه يحدثنا عن توم ديلاي عضو الكونغرس الامريكي لمدة ٢٢ سنة و قائد الاغلبية البرلمانية بين عامي ٢٠٠٣ و ٢٠٠٥ والذي اضطر لترك منصبه بعد ان وجهت له تهم جرمية بالتاَمر لخرق قانون الانتخاب و حكم عليه بالسجن ٣ سنوات قبل ان يُنقض الحكم بالاستئناف لاحقا. كنا نود ان يضرب لنا بعض النماذج الشفافه في منظومة العدالة الامريكية كتلك التي حُكم فيها عضو الكونجرس الامريكي وليام جفرسون بالسجن ١٣ سنة بتهمة الرشوة اذ وجد الاف بي اي النقود مخباة في ثلاجة مكتبه. كنا نود ان يذكّرنا السادة الكرام بامثلة اخرى من النموذج الامريكي غير العجز عن مواجهة الثلج كالحكم على حاكم ولاية الينوي السابق رود بلاغوجيفيتش بالسجن ١٤ عاما و عزله من منصبه بعد ان ادانته المحكمة ب ١٧ تهمة فساد منها محاولته بيع مقعد مجلس الشيوخ عن ولايته والذي شغر بانتخاب باراك اوباما رئيسا للولايات المتحدة.
كنا نود الا يحذو سادتنا الكتاب و اؤلو الحظوة السياسية حذوا اصحاب الولاية النووية الذين ما انفكوا يستشهدون ب "مفاعل اريزونا" الامريكي لدعم وجهة نظرهم لكنهم يصمون اذانهم متجاهلين عندما ذكرناهم غير مرة ان المعايير الامريكية الصادرة عن "الهيئة النووية الامريكية" (Nuclear Regulatory Commission) تحتم اقامة منطقتي طوارئ حول المفاعل .. الاولى بنصف قطر ١٦ كم و ينبغي فيها اعداد خطة عمل للطوارئ تشمل توفير الملاجئ و اعداد خطط الإخلاء و تزويد الناس بيوديد البوتاسيوم الضروري للتخفيف من مخاطر الإصابة بسرطان الحنجرة الذي تسببه الإشعاعات النووية و الثانية بنصف قطر يبلغ ٨٠ كم وتهدف الى الحيلولة دون تعرض الناس للإشعاعات عن طريق تناول الأطعمة او شرب الماء الموجود ضمن هذه المنطقة فيحظر على الناس استهلاك اي من منتجات تلك المنطقة او مائها. نعم .. اشاحوا بوجوههم و اصموا اذانهم رغم ان الثمانين كم المذكورة اعلاه تضع الزرقاء و المفرق و عمان و اربد جرش و اجزاء كبيرة من عجلون و السلط و مادبا ضمن دائرة الطوارئ الثانية مما يجعل اكثر من ٧٥٪ من مواطني الاردن في دائرة الخطر المباشر.
كنا نود الا يقع سادتنا الكتاب و اؤلو الحظوة السياسية في شرك ما وقع به "النوويون الجدد" اذ قرروا نشر دعايتهم النووية في المدارس لكنهم لم يعطوا نفس الحق لمعارضي المشروع ... ثم يحدثونك عن النموذج الامريكي ... ارحمونا قليلا فلقد قتلتنا موضوعيتكم
شاهد المزيد