د. م. عمار سليم الخوالده
تاريخ النشر 10-06-2014
Ammar Alkhawaldeh
برقش يا سادة ليست حالة فردية او معزوله ... خمائل برقش ليست الا فريسة جديدة من فرائس مؤسسة المفسدين المحصنة والتي تنهش جسد وطننا و تلوك مقدراته على رؤوس الاشهاد ... لم يعد هؤلاء يعبأون بانّات فقير او صرخات مظلوم ... لم يعد هؤلاء يلقون بالا "للعامة" و اوجاعهم ... فمصالحهم فوق كل اعتبار و قد تخذوا من اهوائهم اَلهة تبطش بهذا الوطن و تُغيّب تاريخه ... الم يفترسوا ماضينا وقد فرطوا باكثر الاماكن رمزية لهذه الدولة و تاريخها؟ ... فبدل ان يتحول مقر القيادة العامة للقوات المسلحة الى متحف وطني في قلب متنزه قومي، نراه قد بيع كسلعة رخيصة لعبّاد المال وارباب التجارة !
برقش يا سادة ليست وحدها ... فلها اخوات .... من الكازينوا الى الصخر الزيتي فالمشروع النووي، وغيرها من النوائب التي اثقلت كاهل وطننا الحبيب و القت بالكثير من المنافحين عنه في "غيابة الجب" ... برقش و اخواتها من الفضائح يشد وثاقها حبل متين من الكذب البواح تارة والصمت المريب تارة اخرى ... و كأن صرخات وانّات هذا الشعب وقد مكثت دهرا على شفا جرف هار قد غارت الان في بطن واد سحيق فلم يعد يسمعنا من "جعلوا اصابعم في اَذانهم و استغشوا ثيابهم و اصروا واستكبروا استكبارا"
لم يعد كثير ممن ووسد اليهم الامر على حين غرة يعبأون بغضب يزنّر ماَقينا او أنين يدمي خوافقنا فهم يأفكون و يأفكون ... يتبارون بنفيهم اعدام اشجار برقش رغم دامغ الادلة ... ثم يلفهم صمت مكلل بالعار عندما تعرِض الصور والفيديوهات ارضا كانت موشاة باجمل ما لدينا من اشجار وقد امتدت اليها يد الاثم والضلال فتركتها جرداء قاحله.
هم يراوغون ... تماما مثلما يفعلون في المشروع النووي فيدّعون امانٓهُ المطلق ... ثم يجِمونٓ عندما نسألهم عن كيفية ادارة المخلفات النووية الخطره و عن شمول اكثر من ٧٥٪ من سكان البلد في دائرة الطوارئ الثانية حول المفاعل النووي كما تنص عليه تعليمات هيئة التنظيم النووي الامريكية.
هم سوّاقوا اعذار ... فيفتعلون من الثمانية قروش المطلوبة لانتاج الكيلووات ساعه من الكهرباء من الحرق المباشر للصخر الزيتي سببا "لتطفيش" الشركة الاستونية فيما يقبلون باثني عشر قرشا ثمنا للطاقة المتجددة (الشمس والرياح) و يدفعون ١٨ قرشا لشركة الكهرباء المركزية .
هم يتفننون يا سادة بصناعة التضليل فيشترون خسائر احدهم بالملكية بالملايين بدعوى دعم الاستثمار ثم يلفهم صمت مخجل عند رفع الدعم عن المحروقات، فالاقتصاد الاردني في خطر وليس لنا الا ان ننام على امعاء خاوية حفاظا على امننا الاقتصادي و الوطني.
كفانا ضيق افق و قلة دراية، فبرقش يا احباب برقش ليست قضية بيئية فحسب كما يحلو لهم ان يصورونها ... برقش و اخواتها قضايا امن قومي يتلاعب بها تجار تخذوا من المناصب التي سطوا عليها بليل غطاء لمكرهم و امتهانا لاحلام شعب و امانيّ اجيال تواقة لعدالة كتلك التي القت على عيني عمر طمأنينة جعلته يغمضها متوسدا ذراعه ملتحفا ثوبه المرقع تحت شجرة تقيه لهيب صحراء الجزيرة الحارق
شاهد المزيد